الاثنين، 14 نوفمبر 2011

معنى كلمة ريادة الأعمال او Entrepreneurship


معنى كلمة Entrepreneurship


هناك العديد من الكلمات الإنجليزية التي يصعب ترجمتها إلى اللغة العربية، ولكن هذه الكلمة، تستحق وقفة طويلة، لأن غيابها من قاموسنا ليس قصر لغوي فحسب، وإنما هو قصر ثقافي واجتماعي واقتصادي نظراً لغياب هذا المفهوم بشكل شبه كلي عن مجتمعاتنا العربية عندما كتبت هذا الموضوع، قررت ألا أتهور أو أتسرع في إتخاذ القرار بأن الكلمة ليس لها رديف في اللغة العربية، فبحثت في محركات البحث عن ترجمتها وعندما وجدت بعض التدوينات وأدركت بأني لست الوحيد، فهناك من قد واجهته نفس المشكلة من قبل.

قبل أن أتعمق في الموضوع، دعوني أقترح ترجمة لهذه الكلمة: “روح المغامرة التجارية” هكذا قررت أن أصف هذه الكلمة، وأنا أفتح الباب للجميع لكي يقترحوا ترجمة أخرى للكلمة. إسم الفاعل لهذه الكلمة هو Entrepreneur او رائد الأعمال: وهو الشخص الذي يعشق التجارة والأعمال، وعادة ما يكون مستعد للمغامرة والتضحية وتحمّل المخاطر المحفوفة بهذا المشروع لكي يصل بمنتجه أو شركته إلى السوق أو بالأصح إلى عالم النجوم والشهرة إن صح التعبير. هناك فرق بين المخترع Inventor وبين التاجر المغامر Entrepreneur، فالأول عادة ما يكون معتمد على النطاق العلمي والبحث والتطوير، وغايته النهائية هي إنجاز الاختراع، أما التاجر المغامر فقد لا يعتمد على اختراع أو على علم، وإنما عادة يعتمد على قدراته المميزة في تحديد الطلب والرغبة في السوق وتزويدها بالعرض المناسب. أمثلة هذه الشخصيات في العالم كثيرة: بيل جيتس، هنري فورد، ستيف جوبز، إلخ… ولكن في الوطن العربي؟ توجد بعض الشخصيات الريادية العربية التي حققت نجاح كبير في الوطن العربي .. أمثال " فادي غندور - عماد المسعودي - رشيد البلّاع - أسامة خالد " ووووووو ..

قد يغيب على الكثير مدى أهمية هذه الكلمة وهذا المفهوم، ولكني منذ أن تعرفت عليه أكتشفت رغبة جامحة في التعمق فيه، ولكني لم أدرك قط مدى أهميته إلى أن تم تقديمه لي بصورة جديدة في أحد الفصول الدراسية ضمن مادة الاقتصاد خلال دراستي.. سبق وأن درست مادة الاقتصاد في مرحلة البكالريوس، وبناءاً على ذاكرتي، فقد كانت مقومات الإنتاج الإقتصادي 3: الأيدي العاملة، رأس المال، والأرض. بدون التعمق في هذه المقومات، نستنتج بأن كل المشاريع تبنى على هذه المقومات، فمشاريع النفط تعتمد عليها، والمصانع كذلك، والبنوك.. إلخ.

إذاً، ما الجديد؟ يبدو أن العالم والعلم قد تغير منذ أن أكملت مرحلة البكالريوس، فالآن عندما تطرق البروفيسور لهذا الموضوع اقترح بأن مقومات الإنتاج الإقتصادي 4:
Labor, Capital, Land, Entrepreneurial ability.
أي: الأيدي العاملة، رأس المال، الأرض، وقدرات المغامرة التجارية.
فسأل احد الرّواد البروفيسور: أليست قدرات المغامرة التجارية هي جزء من الأيدي العاملة؟ في البداية لم يكن جوابه شافياً، ولكن عندما شرح كيفية تحديد هذه المقومات وشروطها أدرك بأنها بالفعل عامل منفصل. وخلاصة ما قاله، أن هذه المقومات يجب أن تكون نادرة ولها حدود في الوجود، أي هناك عدد معروف من الأيدي العاملة (عكس ما لا نهاية)، وهناك كمية محدد من رأس المال وهناك كمية معروفة من الأرض، وكذلك هناك عدد محدد من الأفراد القادرين على بناء الشركات والمغامرة في النطاق التجاري..

أتمنى أن تكون هذه المعلومة قد وصلت إلى أعزائي القراء، أعلم بأن فهمها صعب علينا، وذلك لأن المفهوم بأسره غائب عن ثقافتنا. يجب علينا أن نبدأ في توعية الشباب لأهمية المغامرة التجارية " ريادة الأعمال "، أي يجب عليهم في التفكير في بناء شركاتهم الخاصة بدلاً من البحث عن الوظيفة.. فهنا تدوينة للأخ عماد المسعودي عن الدراسة الجامعية،هل هي غاية أم وسيلة؟ يجب أن ندرك بأنها غاية لطلب العلم ووسيلة للنجاح، ولكن يجب ألا يتم إعتبارها مجرد وسيلة للوصول إلى الوظيفة. نريد مزيج من العلماء والمبدعين العرب، لأن إمتلاء السوق العربية بحاملي درجة الدكتوراة لن يفيد الاقتصاد العربي مع إنعدام روح المغامرة التجارية التي قد تدفع بالشباب لبدء مشاريع تجارية بناءاً على نتائج بحوث العلماء!

معلومة أخرى مثيرة للاهتمام:
بيل جيتس (مايكروسوفت)، ستيف جوبز (أبل)، جيري يانج (ياهو)، مايكل ديل (ديل)، لورنس إيلسون (أوراكل)، مارك زوبركرج (فيس بوك). جميع هذه الشخصيات البارزة في الاقتصاد الدولي لم تكمل الدراسة الجامعية، والجميع يتفق بأن هؤلاء ينتمون إلى فئمة التجار المغامرين 
Entrepreneurs. طبعاً، أنا لا أشجع على ترك الدراسة، ولكن ما أريد قوله بأنه يمكن الوصول إلى النجاح دون إكمال الدراسة الجامعية، وإن كان النجاح في المنال، فلا داعي لإكمال المشروع العلمي. مرة أخرى، نريد مزيج من العلماء والتجار المغامرين، وإن أصررنا على تزويد السوق بعلماء وحاملي شهائد فقط، فسيتملئ سوقنا بالموظفين وستنعدم الوظائف !

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..







هناك تعليقان (2):

  1. كل عمل لا بد يسبقه حلم وكل حلم لأبد له من إصرار وعزيمه حتى يكون الحلم هدف نسعى لتحقيقه والا فلا دعي أن تتعب تفكيرك ....

    ردحذف
  2. كلام سليم 100 في الـ100 ياريم ..
    بالإضافة إلى كلامك هناك العديد من الأسباب حتى ينجح صاحب المشروع ..

    ردحذف