الخميس، 15 ديسمبر 2011

الإنترنت بوابة للإختراع والإبتكار وثورة الإقتصاد ..


يواجه شبابنا العربي العديد من التحديات بشكل يومي: النظام التعليمي ضعيف وغير مواكب لأحدث التغيرات في النطاق العلمي، وسوق العمل غير واعد وفرص التوظيف ضئيلة، والاقتصاد متعثر والسوق ممتلئ بالشركات والمتاجر. في هذا الجوء الكئيب كيف لنا أن نزرع الأمل في شبابنا؟ الإحباط طغى على الجميع وأقنعهم بإنعدام فرص النجاح أو الإبداع، ولكن لنقف قليلاً لنرى ما هي فرص الإبداع والاختراع في عالم الإنترنت؟
بعيداً عن المنتديات، ومواقع الدردشة والأغاني، نريد أن نركز على المواقع الخدمية. إن التطور في تقنيات الويب قاد البرامج الحاسوبية إلى الشبكة العنكبوتية، ويوماً بعد يوم نلاحظ توفر البرامج للاستخدام عبر الإنترنت. بإمكاننا اليوم أن نستغني عن برامج مايكروسوفت المكتبية باستخدام zoho.com أو برامج جوجل المبنية على شبكة الإنترنت. برنامج الماسنجر الشهير أصبح متوفر عبر الإنترنت Web MSN ولا يلزم تحميله لاستخدامه. اليوم، يمكننا أيضاً تعديل الصور عبر مواقع الإنترنت والقيام بالعديد من المهام، وغداً بدون أي شك سيمكننا القيام بمعظم مهامنا عن طريق برامج مبنية على شبكة الإنترنت.
أشهر المواقع التي نستخدمها اليوم (جوجل، ياهو، يو تيوب، فيس بوك، … إلخ) هي مواقع قام ببرمجتها شباب في مقتبل العمر وبميزانية ضئيلة جداً، واليوم هذه المواقع أصبحت شركات تتداول على سوق البورصة العالمية ورؤوس أموالها تقدر ببلايين الدولارت. مارك زوبرك هو طالب أمريكي لا يتجاوز عمره الـ 22 سنة، قام بتصميم موقع فيس بوك في عام 2004، في عام 2007 قامت شركة مايكروسوف بشراء نسبة تقل عن 2% من موقع فيس بوك مقابل 250 مليون دولار. الفكرة التي قام ببرمجتها مارك واستثماره لوقته وجهده مكنه من الوصول إلى قائمة المشاهير خلال أشهر قليلة.
هناك العديد من الفرص لبناء برامج أو مواقع خدمية على الإنترنت. ما هي المتطلبات التي نحتاج لها لإنشاء مثل هذه المواقع وما هو العائد الربحي منها؟
إن ما دعاني إلى كتابة هذه التدوينه هو مدى ثقتي بسهولة بناء مواقع خدمية مميزة، كل ما نحتاج له هو فكرة مناسبة ذات طلب عالي عالمياً. يجب التفكير في خدمة يستفيد منها مستخدمي الإنترنت عالمياً وليس محلياً فقط لكي يتم الوصول إلى أكبر قدر من النجاح. بناء المواقع الحديثة لا يحتاج إلى تدخل الدولة أو كبار المستثمرين، كل ما يحتاج له صاحب الفكرة هو جدية في تعلم لغات البرمجة وبحث جيد في نطاق الخدمة لكي يتم فهم الزبون ورغباته.
إتقان الللغات والتقنيات التالية يؤهل أي شاب لإنشاء موقع خدمي حديث يصل إلى مستوى المواقع العالمية:
(Html, Javascript, XML, Ajax, PHP, MySQL) لغة الإتش تي إم إل تستخدم لبناء صفحات الموقع البسيطة، ولغة الجافا سكرتب والإكس إمل إل تزيد من فعالية الصفحات وتساعد على تنفيذ الأوامر الأكثر تعقيداً. لغة الإيجاكس تضيف جمال وفعالية أكبر للموقع، وتسمح بتبادل المعلومات بين المتصفح والجهاز الخادم بسهولة. لغة البي إتش بي هي المحرك الرئيسي للموقع وهي التي ستسمح بتنفيذ المهام المعقدة للموقع. برنامج الماي سيكول هو لغة أو برنامج تصميم قاعدة البيانات وهي التي سيتم حفظ معلومات الموقع ومستخدميه فيها. هذه الباقة من اللغات والتقنيات ستصل بصاحبها إلى مستوى رفيع في عالم برمجة المواقع. قد يختلف معي البعض في اختيار اللغات، فهناك لغات أخرى ممتازة ويمكن استخدامها أيضاً.
إذا كنت مبتدأً في استخدام الحاسوب والإنترنت، ولكن لديك رغبة شديدة في إتقان هذه اللغات وتجيد اللغة الإنجليزية، يمكنك الوصول إلى المستوى المطلوب خلال سنة أو سنتين. وإن كنت غير راغب في تعلم كل هذه اللغات فيمكنك تكوين فريق عمل حيث كلً من أعضاء الفريق يقوم بالتركيز على جزء من المشروع. اللغة الإنجليزية مهمة جداً، لأنها ستعينك على تعلم جميع هذه اللغات عبر الإنترنت أو عبر الكتب الإلكترونية. يمكنك التعلم باللغة العربية، لكن غالبية المصادر العلمية المجانية مكتوبة باللغة الإنجليزية.
ماذا لو كان لديك فكرة ولكنك لست عاشق لعالم البرمجة ولا يوجد لديك رأس مال أيضاً؟ إذاً، يمكنك إقناع مستثمر أو حتى صديق بتزويدك بمبلغ مالي يسمح لك بتوظيف شباب عرب متخرجين من جامعات بتقادير ممتازة، ويمكن أن تستخدم خبراتهم لبناء مشروعك. إن التعاون والعمل الجماعي قد يصل بنا إلى النجاح بوقت أقصر من العمل الفردي الذي قد تنهكه صعوبات المشروع لا تصل به إلى الإنهيار.
هناك طرق أخرى يمكن استخدامها، ولكن من وجه نظري فإن الإنترنت بالفعل بوابه للاختراع !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق